أخر الاخبار

حول الجدل الحاصل بخصوص وفاة الداعية منيرة القبيسي


علق مفتي الجمهورية، ورئيس المجلس الإسلامي السوري، الشيخ أسامة الرفاعي، حول الجدل الحاصل بخصوص وفاة الداعية منيرة القبيسي، مؤسسة جماعة "القبيسيات" في سوريا. 

وتناقل ناشطون سوريون كلاماً نُسب للشيخ أسامة الرفاعي في الغرفة الخاصة بالمجلس الإسلامي السوري، والذي أوضح فيه موقفه من منيرة القبيسي وعملها الدعوي. 

وقال الشيخ الرفاعي: "لا ينبغي في الحكم على الناس بالمصادر المشبوهة، بل ينبغي اتباع منهج الجرح والتعديل، فنأخذ الأخبار ممن يعرف الحقيقة ويتقي الله تبارك وتعالى". 


وأضاف: "أحدثكم عما أعلمه يقيناً.. بدأت الحجة منيرة في الستينات في العمل الدعوي بهمة عالية في الوسط النسائي وتنامت حركتها بشكل هائل، والذي أعرفه عن الحجة منيرة أنها أرسلت إلى كبار علماء دمشق عدداً من طالبات العلم وطلبوا العلم منهم (من وراء ستار) أخذوا علوم الشرع واللغة وسائر العلوم الإسلامية سنوات طويلة فصار لدى الحجة منيرة عدداً من العالمات بما يكفي أن يكف الجماعة عن الزيغ والضلال او الوقوع في الحرام أو مايخالف شرع الله تبارك وتعالى". 


وتابع: "لما كبرت الجماعة استطاع وزير الأوقاف محمد السيد اختراق هذه الجماعة عبر قريبة له تسمى سلمى عياش، كانت من كبار الجماعة ففتنها عن دينها وأقنعها بأفكار النظام وسلوكه، فانضمت إليه وانضم معها قرابة الألف من أتباعها وانشقوا عن جماعة الحجة منيرة وأصبحن شبيحات للنظام، وهؤلاء لم يؤثرن على منهج الجماعة، لأن الجماعة تتكون من عشرات الألوف بل مئات الألوف من الأعضاء المنتشرين في دمشق وفي كل بلدان العالم، وفيهن عالمات متقنات". 


وأردف: "كانت الحجة منيرة في صغرها وقبل أن يكون لها جماعتها الخاصة، من جماعة كفتارو وأخذت عنه الطريقة النقشبندية ولكن.. لم تكن تعطي هذه الطريقة لأحد من أتباعها وطلابها لأنها لم تعد مقتنعة بنشر أي طريقة من الطرق الصوفية.. كانت صوفية المنهج وتعتني بقضية التزكية والتربية وصلة القلوب بالله تعالى وكثرة الأذكار ولم ينقل عنها أي مخالفات لشرع الله تبارك وتعالى.. وهكذا كانت جماعتها تعنى بالتزكية دون الانتساب لأي طريقة صوفية". 

وأكد الرفاعي أن "كل ما يقال عنها أنها من جماعة النظام، والله العظيم كل هذا افتراء عليها والله تبارك وتعالى يحاسب وسوف يسأل كل من يفتري هذا الافتراء أو ينقل هذا الافتراء والتلويح به"، 

مشدداً على أن "هذه الجماعة لا علاقة لها بالنظام ولا تشتغل بالسياسة، باستثناء هذه المرأة التي انشقت عن جماعتها ومعها حوالي الألف من الشبيحات، وهن لا يساوين إلا شيئاً ضئيلاً جداً من جسم ومكونات الجماعة الكبرى للحجة منيرة". 


وأكمل بالقول: "أنا أتحدى أي إنسان أن يأتي بكلمة واحدة ينقلها عن الحجة منيرة في تأييد النظام أو حتى عن الآنسات الكبيرات في الجماعة عندها، وأنا أعلم تماماً أنهن بعيدات كل البعد عن النظام وأزلامه وأنهن يغلب عليهن الاستغراق الكامل في خدمة الدعوة الإسلامية وفي الجماعة من المتخصصات الكبار في الإدارة والتنظيم، وقد نُظمت الجماعة بشكل رائع جداً وانتشرت في العالم كله". 


ورأى الشيخ الرفاعي أنه "من الطبيعي أن تكون حركة كبيرة جداً بهذا الحجم يصعب السيطرة عليها كما لو كانت جماعة صغيرة، وكما تعلمون أن هذا يحصل للجماعات الإسلامية وغير الإسلامية،ولكن الأخطاء تقع من الأطراف وليس من صلب الجماعة وليس من منهج الجماعة. 

واستطرد قائلاً: "فمثلاً ورد أن بعض الآنسات من أطراف الجماعة يشجعن النساء على عدم الزواج، وكنت قد نبهت على هذه الأفكار حتى يوصلوها للحجة منيرة فأقسموا لي بالله أنه ليس من منهج الجماعة ولا يؤيدونه بشكل من الأشكال، بل يستنكرونه وأنه خطأ وقعت فيه فلانة وفلانة". 

وأشار إلى أنه "لا ينبغي أن نظلم الناس وهذه الجماعة ولا الحجة منيرة. أنا أقول لكم هناك بعض الأخطاء ولكن من الأطراف أو أطراف الأطراف البعيدة والمتأخرة جداً في الانتماء للجماعة، أما صلب الجماعة فهو سليم،وهذا شأن كل الحركات الإسلامية وغير الإسلامية، فلماذا توجه السهام لهذه الحركة لإسقاطها؟". 


وختم الشيخ أسامة الرفاعي كلامه بالقول: "هل نتحمل عند الله تعالى سقوط هذه الجماعة واضمحلالها، هل نتحمل ذلك بين يدي الله تبارك وتعالى إذا كنا نبهتهم في أمور لم يعتقدوها ولم ينشروها بين جماعتهم، فلنتق الله ونتواصى بهذا، ولنا وقفة بين يدي الله تبارك وتعالى عن كل كلمة نكتبها أو نقولها، والقلم أحد اللسانين". 


وتصدر اسم منيرة القبيسي أمس منصات التواصل الاجتماعي في سوريا فور الإعلان عن وفاتها، وانقسمت الآراء بين من يراها "داعية دينية"، وآخرين انتقدوا دعم جماعتها لنظام الأسد. وكان الشيخ أسامة الرفاعي إلى جانب العديد من الشخصيات السورية من أبرز المعزين في وفاتها، وواجه هذا النعي العلني للشخصيات الدينية المحسوبة على المعارضة استهجان العديد من السوريين، لأسباب سياسية، تتعلق بعدم إبداء الجماعة موقفاً صريحاً من الثورة السورية، بعد سنة 2011.

#شبكة_آرام_الإعلامية






حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-