في عرض كأنه مستوحى من فلم سينمائي جميل، تلقت وزارة التربية والتعليم في إدلب أجمل التهنئات والأمنيات بعيد "الحكمة الخاوية" واستغلت الفرصة لمرور أيام قليلة دون انجازات جديدة يضاف لرصيد المؤسسة التعليمية، على الرغم من تقديمها العديد من الوعود الغربية والخطط التقدمية منذ وقت قريب.
أقيم الحفل في الحديقة العامة لمدينة إدلب، وزينة معالمها واشجارها ومنصتها، وحضر الحفل عامة الشعب، كما وصل المعلمون بمركباتهم الفارهة ولباسهم الرسمي الفاخر ، وانطلقت الفعاليات بالمديح والتمجيد بالقادة ووزارتها التعليمية وتمسكها بالأسس التعليمية، مثل خدمة المعلم والتقدم في العملية التعليمية.
عمت الفرحة القادة وهم في قصورهم، يسمعون التبجيل بقدراتهم وإمكانات مؤسساتهم وكيف لا والسماء تضاء بالألعاب النارية تعظيما وإكراما لهم، وحرصا منهم على بقاء تواصلهم مع الشعب، وأبناء السلك التعليمي كان لا بد من الإلتزام بوعودهم السابقة والسير في طريقها ومحاربة الفساد وتحسين الوضع المادي للمؤسسة التعليمية.
لكن في نهاية الاحتفال، لم يبق للمعلمين والشعب المعنى بأبنائه، سوى السخرية من الفلم السينمائي الهزيل، والوعود الواهية والخطابات الرنانة، ليعودوا إلى بيوتهم بأقدامهم وزيهم الذي اعتادو عليه منذ سنوات.
يبدو من الواضح أن القادة ووزارتها يعيشون في عالم آخر، غير العالم الذي يعيشه المعلمون، والحالة المزرية التي وصلوا إليها، في ظل فقدان ابسط مستلزماتهم اليومية.
إن عيد "الحكمة الخاوية" يعكس الحقيقة المرة التي نعيشها، حيث يتم إهدار الوقت، واستنفاد القوى من خلال القرارات الفارغة، وعدم حل المشاكل الجذرية التي يواجهها المعلمون وأبناؤهم الطلبة، ومن الواجب إدراك الواقع بحكمة مأهولة وحلول حقيقية. وتحمل مسؤولية تجاه مستقبل البلد.
عيد "الحكمة الخاوية"
دليل ميديا الإخبارية - عبد القادر البكري