أخر الاخبار

توقّف استخدامها وبقيت آثارها... وفاة مدني متأثراُ بهجمات كيميائية سابقة شمال حماة


تقرير : محمود الحموي

 



هجمات كيميائية بالسّارين شنتها طائرات حربية، على مدن وبلدات وقرى سورية، قبل سنوات تسببت بمقتل وجرح العشرات من السوريين، بالإضافة إلى إعاقات دائمة، حوادث مؤلمة تتردد في ذاكرة السوريين، مع وفاة أو معاناة كل من تأثر بها.  

" محمد النّبهان" ( 25 ) عام نازح من ريف حماة الشّمالي، كان في موقع غارة جوية استهدفت الأطراف الجنوبية من مدينة اللطامنة في الثلاثين من شهر آذار من العام ألفين وسبعة عشر، أصيب فيها العشرات من المدنيين ومن بينهم مسعفين.

الغارة شنتها مقاتلة حربية تابعة لنظام الأسد، بحسب المراصد المدنية والعينية في المنطقة، أقلعت من مطارات حمص، واستهدفت منطقة مدنية، وتسببت في البداية بإصابة عشرين شخص، ومن ثم ارتفع العدد ليصبح سبعين، ومن بينهم " النّبهان".

كانت إصابة الشاب أذيّة دماغيّة، وشلل في الأعصاب، بحسب الأطباء الذين تابعوا حالته، تم نقله إلى تركيا لمتابعة العلاج، واستمرت فترة علاجه خمسة أشهر، عاد بعدها إلى مدينة اللطامنة بسبب اليأس من شفاء حالته، كما قال الأطباء، ونزح مع أهله باتجاه ريف ادلب قبل سيطرة قوات النّظام على المنطقة.

بقي طوال هذه السّنوات مشلول بشكل شبه تام، وعاجز عن السّمع والبصر والحركة، وطريح الفراش، يقوم ذويه على خدمته وإعانته، حتّى يوم الخميس في الأول من شباط من العام 2014 حيث وافته المنيّة، في مخيمات الشمال السوري على الحدود السورية التركية.

هذه الحادثة تم توثيقها من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بالإضافة إلى حوادث أخرى تم فيها استهداف مدينة اللطامنة، ومنا استخدام غاز الكلور أكثر من مرة عبر إلقاء براميل متفجرة على المدينة، وعلى القرى القريبة منها.

يذكر بأن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية، أيضاً في غوطة دمشق الشرقية في العام 2013 وتسببت بمقتل 1114 شخص قضوا اختناقاً جراء استنشاق غاز السارين، وكما أصيب العشرات بأعراض تنفسيّة وحالات اختناق.

في تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان تم توثيق 222 هجوماً كيمياوياً على سوريا، منذ أول استخدام موثق في عام 2012 حتى نهاية العام 2023، تورّط فيها ضباط نظام الأسد وأجهزته الأمنية، وتم توثيقها في مجلس الأمن الّدولي.

على مرأى ومسمع العالم في القرن الواحد والعشرين، وعلى الرغم من ثبوت تورّط نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية، وتهديد الدول الكبرى بمعاقبته، إلّا أنّه لازال في الحكم، ويدفع المدنيون حياتهم ثمناً لبقائه حتى اللّحظة.





 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-