سوريا/ ادلب – الشّمال السّوري
تقرير مكتوب: محمود الحموي
مرض نادر يصيب شاب في مخيمات الشمال السوري، في منطقة شبه محاصرة، ومعاناة من أجل الحصول على العلاج اللازم، في وقت أعلنت فيه عدة منظمات عن توقف خدماتها الطبية، وتوشك أن تغلق بعض المشافي أبوابها أمام المرضى أيضاً.
سمنة مفرطة وآلام متفرقة في الجسم، وصعوبة في الحركة والمشي، هي جزء من معاناة شاب سوري، منذ سنوات، حتى انتهى به الحال إلى الفراش، أضافت معاناة جديدة لعائلته التي نزحت إلى مخيمات الشمال السوري قبل سنوات.
"أحمد قحفظان" شاب سوري نازح قي محافظة ادلب شمال غرب سوريا، / 23/ عام أحد مرضى " داء الفيل" ، تم اكتشاف مرضه قبل 3 سنوات، بعد أجراء التحليلات والفحوص الطبية في منطقة سكنه شمال غرب سوريا، والتي تفتقر أصلاً للمخابر الطبية الحديثة، ولتوجد فيها الأدوية النوعيّة اللازمة.
الطبيب "سامي رحّال" ولدى معاينته حالة المريض "أحمد" قال:
راجع المريض بشكاية بدانة مفرطة، مع تأخر بلوغ( قصور جنسي) كما يشكو من وهن عام، وضخامة في القدمين، حيث تشبه قدم الفيل، وكان المريض يعاني من فرط شهية ( نهم) أثناء الطفولة.
الفحص السريري أظهر بدانة مفرطة، حيث يتجاوز وزنه / 180/ كغ مع ترهّلات شديدة، وعدم تطور علامات جنسية ثانوية، وصغر حجم الأعضاء التناسليّة، وكان من ضمن التشخيص التفريقي عوز هرمون " الليبتين" وأظهرت التحاليل الأولية المخبرية قصور جنسي ثانوي، وتم إجراء تحاليل هرمون " الليبتين" وتبين أن المريض يعاني من عوزه.
و أردف الدّكتور" رحّال" :" يعتبر عوز هذا الهرمون من الأمراض النادرة جّداً، ومعدل شيوعه مريض لكل 4,4 مليون نسمة، وعدد المرضى في أنحاء العالم لايتجاوز / 2000/ مريض.
يستند العلاج على تعويض هرمون" الليبتين" بشكل دائم عن طريق الحقن تحت الجلد، وهو مكلف جدّاً، حيث يصل سعر الحقنة الواحدة إلى عدّة آلاف دولارات، وهو غير متوفر في شمال غرب سوريا".
قدّمت إحدى المنظمات في الشمال السوري مساعدة" لأحمد"، أثناء فترة إجراء الفحوص الطّبية، ودفعت له تكاليف التحاليل، ولكن بعد اكتشاف المرض لم تتكفل أية منظمة بعلاجه، وبسبب ارتفاع سعر الأدوية وعدم وجودها في السوق المحلية شمال غرب سوريا، يضطر لطلبها من خارج سورية، وعائلته عاجزة تماماً عن تأمينه.
منطقة شمال غرب سوريا، خرجت عن سيطرة نظام الأسد في العام /2015/، و يسكن فيها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف نسمة، معظمهم من المهجرين والنازحين من باقي المناطق السورية بسبب الحرب، وفيها مايقارب /2300/ مخيم،منها مئات المخيمات العشوائية، وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة،، وتأثرت المشافي بشكل كبير، وانعكس ذلك على الخدمات المقدمة للمرضى.
انخفاض مستوى الخدمات الطبية، وحتى المساعدات الإنسانية في الشمال السوري، وعدم وجود أصناف الأدوية، يضع المنطقة أمام خيارات صعبة جدّا، ويثقل كاهل المواطنين، في ظل انعدام فرص العمل، وطبيعة المنطقة التي تعتبر شبه محاصرة إلّا من جهة واحدة هي جهة تركيا.