يُعد متحف دمشق الوطني من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في سوريا، حيث يحتضن إرثًا غنيًا يعكس حضارات عريقة تعاقبت على البلاد. ومع ذلك، شهد هذا المعلم تغييرات جذرية خلال فترة الثورة السورية منذ عام 2011.
على مدار سنوات النزاع، تعرضت المواقع الأثرية في سوريا للنهب والدمار، فيما سعى نظام الأسد إلى تقديم المتحف كرمز للصمود الثقافي، وسط اتهامات باستغلاله في الترويج لروايته السياسية.
أُعيد افتتاح المتحف عام 2018 بعد إغلاقه منذ 2012 لأسباب أمنية، حيث أشرف النظام على ترميم بعض الأقسام واستعادة القطع الأثرية التي تم نقلها لحمايتها، حسب تصريحاته، إلا أن مقولات أخرى تقول بأنه تم بيع العديد من مقتنيات المتحف من قبل شخصيات مقربة من الأسد
رغم مساعي النظام لإبراز المتحف كواجهة حضارية، توجهت انتقادات له باستخدام الثقافة والأثار كأداة دعائية تخفي الأضرار التي لحقت بالموروث الثقافي السوري.
كما اتُهم النظام بتسهيل بيع الآثار المنهوبة في السوق السوداء خلال سنوات الحرب، مما أثار مخاوف على مصير التراث التاريخي.
يظل متحف دمشق الوطني شاهدًا على تاريخ سوريا الغني، لكنه أيضًا يعكس التحديات التي تواجه الحفاظ على الثقافة والهوية في خضم الأزمات السياسية والحروب.